سرطان المثانة


بقلم دكتور يمان التل

استشاري جراجة اورام المثانة و المسالك البولية

يعتبر سرطان المثانة نوع شائع من السرطانات، يبدأ غالبًا في الخلايا التي تُبطّن المثانة من الداخل، بحيث تنمو الخلايا بشكلٍ عشوائي وخارج نطاق السيطرة، ويُمكن أن تنتشر مع مرور الوقت إلى أعضاء أخرى خاصًة إذا لم يتم تشخيصه مُبكرًا.

ولكن كيف يحدث سرطان المثانة وما هي أسبابه وأعراضه وطرق علاجه؟ سيجيبنا عن ذلك الدكتور يمان التل استشاري جراحة اورام الكلى والمسالك البولية والعقم والذكورة والتناسلية في هذا المقال حول كافة جوانب سرطان المثانة.

أنواع سرطان المثانة

تتعدّد أنواع سرطان المثانة تِبعًا لمكان تواجد الورم:

سرطان الظهارة البولية

هو أكثر الأنواع شيوعًا حيثُ تندرج معظم إصابات سرطان المثانة تحت هذا النوع، وعادًة ما يتكوّن في خلايا الظهارة البولية التي تبطن المثانة والإحليل والحالب وبعض الأعضاء الأخرى.

سرطان الخلايا الحرشفية

يحدث هذا النوع من سرطان المثانة في الخلايا الحرشفية – وهي عبارة عن خلايا رقيقة في بطانة المثانة -، يحدث غالبًا نتيجة تهيج المثانة أو عند الإصابة ببعض أنواع الطفيليات مثل البلهارسيا لمدة طويلة من الزمن.

السرطان الغدّي

يبدأ هذا الورم في الخلايا الغدّيّة الموجودة في بطانة المثانة، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج المخاط والمواد الأخرى.

سرطان الخلايا الصغيرة في المثانة

يُمثل هذا النوع أقل من 1% من سرطانات المثانة، وهو يستهدف خلايا شبيهة بالأعصاب تسمى خلايا الغدد الصماء العصبية، وغالبًا ما ينمو هذا النوع بسرعة.

ساركوما

يُعتبر الساركوما نادرًا جدًا وعادًة ما يبدأ في الخلايا المبطنة لعضلات المثانة.

أسباب سرطان المثانة والعوامل المؤدية له

إن السبب الدقيق وراء الإصابة بسرطان المثانة غير معروف، إلا أنّ الحالة ترتبط بتغيراتٍ تطرأ على خلايا المثانة، وهناك عوامل عدة قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المثانة، يلخّصها الدكتور يمان التل فيما يلي:

  • التدخين.

  • تقدّم العمر.

  • الذكور أكثر عرضةً للإصابة بسرطان المثانة من الإناث.

  • .

  • المكوث في أماكن عمل مليئة بالمواد الكيميائية؛ مثل الأمينات والبنزين وأصباغ الأنيلين غيرها.

  • التعرض لعلاج إشعاعي سابق في منطقة المثانة أو الحوض.

  • علاجات معينة؛ كالتعرض للعلاج الكيماوي وخصوصًا السايكلوفوسفامايد (Cyclophosphamide)، أو استخدام دواء بيوجليتازون (Pioglitazone) لفترةٍ طويلةٍ أو بجرعاتٍ عالية والذي يوصف لمرضى السكري.

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.

  • التهابات مزمنة في المسالك البولية.

أعراض سرطان المثانة

تتعدد أعراض سرطان المثانة وقد تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى؛ لذا يوصي الدكتور يمان التل بضرورة مراجعة العيادة عند ظهور أي من الأعراض التالية:

  • ظهور دم في البول، وهذا من أكثر الأعراض شيوعًا.

  • الألم عند التبوَل أو بعده.

  • كثرة الحاجة إلى التبوَل تفوق المعدّل اليومي الطبيعي للتبوّل.

  • تغيّر شكل ومعدّل تدفّق التبوّل.

  • التهابات في المثانة مستمرة.

  • خسارة الوزن غير المقصودة.

  • تعب وإرهاق عام.

  • ألم في البطن.

  • ألم العظام خاصًة إذا انتشر السرطان إليها.

قد تتشابه الأعراض السابقة مع أعراض العديد من الحالات المرضية، لذلك فإن ظهورها لا يعني ضرورةً بأن الشخص مصاب بسرطان المثانة، وهذا ما يستلزم زيارة الطبيب لتشخيص الحالة.

طُرُق الكشف عن سرطان المثانة

ينصح الدكتور يمان التل الشخص الذي تظهر عليه أعراض سرطان المثانة بالقيام بما يلي:

إجراء الفحوصات المخبريّة

ومنها ما يلي:

  • تحليل البول: تبدأ خطوات الكشف عن الإصابة بسرطان المثانة بإجراء بعض الفحوصات المخبرية التي تكون عن طريق أخذ عيّنة من البول وتحليلها مخبرياً للكشف عن نسبة خلايا الدم الحمراء والبيضاء فيها، واستبعاد أي حالات صحية أخرى.

  • تنظير المثانة: وفيه يتم تمرير أنبوب رفيع عبر مجرى البول باتجاه المثانة، ويسمح هذا المنظار بتوفير صورة مرئية للمسالك البولية السفلية وبطانة المثانة.

  • الخزعة: وفيه يتم أخذ خزعة من الخلايا وإرسالها إلى المختبر لدراستها والكشف عن وجود أي خلايا غير طبيعية فيها.

إجراء صور أشعة

بعد إثبات وجود خلايا سرطانية لدى المريض يتم توجيه المريض لإجراء عدة صور إشعاعية للكشف عن موقع تواجد هذه الخلايا السرطانية ومدى انتشارها، ومنها ما يلي:

  • التصوير المقطعي المحوسب.

  • صورة الحويضة الوريدية.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي.

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية.

علاج سرطان المثانة

يعتمد علاج سرطان المثانة على حالة المريض ومدى انتشار الورم ومرحلته، وقد تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:

الجراحة

وهي من أكثر العلاجات شيوعًا لسرطان المثانة؛ حيثُ تتم إزالة الورم من خلال إجراء جراحة تُعرف بالاستئصال عبر الإحليل، أو قد يتم قتل الخلايا السرطانية من خلال استخدام الليزر أو الطاقة الحرارية.

العلاج الكيميائي

وهي أدوية تستهدف خلايا السرطان دون الإضرار بالأنسجة السليمة، وقد يتم توجيهها مباشرة إلى المثانة عبر أنبوب يتم إدخاله في مجرى البول.

العلاج الإشعاعي

يوصى به حسب درجة نمو الورم وخصائصه، وقد يكون بديلاً للجراحة، وعادًة ما يتم جمعه مع العلاج الكيميائي، واستئصال الورم عبر الإحليل.

العلاج المناعي

تكمن فعالية هذا العلاج بمحاولة تحفيز الجهاز المناعي حتى يتمكن من الكشف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.

دكتور يمان التل

استشاري جرحة اورام المسالك البولية

زميل كلية الجراحين الملكية. لندن

جراحة اورام المثانة مستشفى جامعة امبريال

_________________________________________________

المراجع: