يُعد سرطان المثانة من أنواع السرطانات الشائعة، التي تبدأ عادة في الخلايا التي تُغطّي جدران المثانة الداخلية. تنمو هذه الخلايا بشكل سريع وغير مسيطر عليه، وقد تتسارع في النمو وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مع مرور الوقت، خصوصًا إذا لم يتم اكتشافه وتشخيصه في مراحله المبكرة.

هناك عدة أنواع من هذا السرطان  وتشمل سرطان الظهارة البولية (الأكثر شيوعًا) الذي ينشأ في خلايا بطانة المثانة، وسرطان الخلايا الحرشفية الناتج عن تهيج المثانة أو الإصابة بالبلهارسيا لمدة طويلة، والسرطان الغدّي الذي يبدأ في خلايا الغدد المنتجة للمخاط، بالإضافة إلى سرطان الخلايا الصغيرة الذي ينمو بسرعة ويستهدف خلايا شبيهة بالأعصاب.

ولكن ما العلاقة بـ دم في البول وخطر سرطان الـمثانة؟ الدكتور يمان التل استشاري جراحة اورام الكلى والمسالك البولية والعقم والذكورة والتناسلية يقدم لنا الإجابة في هذا المقال.

دم في البول و خطر سرطان المثانة

يُعد وجود الدم في البول من الأعراض الأكثر شيوعًا لسرطان المثانة. حيثُ يعاني حوالي 80 من كل 100 شخص مصاب بسرطان المثانة من وجود بعض الدم في البول.

حيثُ يحدث النزيف نتيجة نمو الخلايا السرطانية في جدار المثانة مما يؤدي إلى تهيج الأوعية الدموية في المنطقة. مع مرور الوقت، قد يتسبب الورم في إحداث نزيف داخل المثانة، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى البول. من المهم أن يتم فحص الدم في البول فور ملاحظته، حيث يمكن أن يكون هذا العرض علامة مبكرة على هذا السرطان أو حالات أخرى مثل التهاب المسالك البولية أو حصوات الكلى.

كيف يظهر الدم في البول عند الإصابة بسرطان المثانة؟

قد تلاحظ وجود دم في البول، وعادة ما يظهر بلون أحمر فاتح، ونادرً ما يظهر بلون بني داكن. أحيانًا، يكون الدم موجودًا بكميات ضئيلة جدًا بحيث لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة، لكن اختبارات البول قادرة على اكتشافه.

قد يختفي الدم أحيانًا ويعود من جديد، وعادة لا يصاحبه ألم. إذا لاحظت دمًا في البول، من المهم زيارة الطبيب.

كما من الضروري مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • الدم يظهر فقط في بداية التبول.
  • اختلاط الدم مع البول بالكامل
  • شعرت بأي ألم أثناء التبول مع وجود الدم.

اعراض سرطان المثانة الأخرى

قد تتضمن اعراض سرطان المثانة الأخرى ما يلي:

  • الشعور بالألم أو الحرقة أثناء التبول أو بعده.
  • زيادة الرغبة في التبول بشكل يفوق المعدل الطبيعي.
  • الحاجة الملحة للتبول مصحوبة بعدم القدرة على إفراغ المثانة.
  • تغير في شكل وتدفق البول.
  • التهابات مزمنة في المثانة.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • ألم في منطقة البطن.
  • ألم في العظام.
  • الشعور بالإرهاق والتعب العام.

قد يهمك أيضًا: ٧ أسباب محتملة وراء الشعور بألم في الخصية !

أسباب سرطان المثانة وعوامل الخطر

تعدد أسباب سرطان المثانة والعوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة به. ومن أبرز هذه العوامل:

التدخين

يُعتبر التدخين من أهم عوامل الخطر لسرطان المثانة. حيث يحتوي دخان السجائر على مواد كيميائية قد تدخل إلى المثانة وتسبب تلفًا في البطانة. وبالتالي، يزيد هذا من احتمالية الإصابة بالسرطان بشكل ملحوظ.

التقدم في السن

من ناحية أخرى، يزيد خطر الإصابة بسرطان المثانة مع تقدم العمر. في الواقع، تكون أكثر الحالات بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 55 عامًا. وهذا يشير إلى ارتباط المرض بالعمر.

التاريخ الطبي والعائلي

الأشخاص الذين عانوا سابقًا من سرطان المثانة أو أي نوع آخر من السرطان، يكونون أكثر عرضة للإصابة به مجددًا. علاوة على ذلك، يلعب التاريخ العائلي دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بالمرض.

وجود تاريخ عائلي

إذا كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (مثل الوالدين أو الأشقاء أو الأبناء) قد أصيب بسرطان المثانة، فإن ذلك قد يزيد من خطر الإصابة به بشكل كبير. لذلك، يُنصح الفحص الدوري للأشخاص ذوي التاريخ العائلي للإصابة بالمرض.

الجنس

في الواقع، يُعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة مقارنة بالنساء. تشير الدراسات إلى أن هذا الاختلاف قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل بيولوجية واجتماعية.

الإصابة بالتهاب المثانة المزمن

علاوة على ذلك، قد تساهم الالتهابات المستمرة في المثانة، مثل التهابات المسالك البولية المزمنة، في زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة. ولذلك، من المهم علاج هذه الالتهابات بشكل مبكر لتقليل المخاطر.

العلاج الإشعاعي

أيضًا، الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض، خاصة لعلاج أنواع أخرى من السرطان، قد يكونون عرضة بشكل أكبر للإصابة بسرطان المثانة. لذا يُنصح بمراقبة المرضى الذين خضعوا لهذا العلاج بشكل دوري.

التعرض للمواد الكيميائية

وأخيرًا، يُعتبر الأشخاص الذين يعملون في صناعات تستخدم المواد الكيميائية، مثل صناعة النسيج والدهانات والمطاط والجلود، أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة. لهذا السبب، يُوصى باتخاذ التدابير الوقائية المناسبة في هذه الصناعات.

علاج سرطان المثانة

يعتمد علاج سرطان المثانة على مرحلة الورم ومدى انتشاره بالإضافة إلى حالة المريض الصحية. بناءً على هذه العوامل، تتوفر العديد من الخيارات العلاجية، ومنها ما يلي:

الجراحة

تعد الجراحة من أكثر العلاجات استخدامًا لسرطان المثانة، حيث يقوم الأطباء بإزالة الورم عن طريق إجراء يسمى الاستئصال عبر الإحليل. علاوة على ذلك، في بعض الحالات، قد يستخدم الأطباء تقنيات مثل الليزر أو الطاقة الحرارية لتدمير الخلايا السرطانية بشكل فعال.

العلاج الكيميائي

من ناحية أخرى، يتضمن العلاج الكيميائي استخدام أدوية تستهدف الخلايا السرطانية مباشرة، مما يقلل من تأثير العلاج على الأنسجة السليمة. في بعض الحالات، يمكن أن يوجه الأطباء الأدوية مباشرة إلى المثانة عبر أنبوب يدخل من مجرى البول، مما يعزز فعالية العلاج بشكل أكبر.

العلاج الإشعاعي

عند الحاجة، يُستخدم العلاج الإشعاعي في حال كانت خصائص الورم تستدعي ذلك. يمكن أن يكون العلاج الإشعاعي خيارًا بديلاً للجراحة، وعادةً ما يجمع الأطباء بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي أو مع استئصال الورم عبر الإحليل لتحسين النتائج وتعزيز فعالية العلاج.

العلاج المناعي

أخيرًا، يهدف العلاج المناعي إلى تحفيز جهاز المناعة لتمكينه من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، مما يساعد في محاربة المرض بشكل فعال.

المراجع:

  1. Symptoms of bladder cancer. (n.d.). Cancer Research UK. https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/bladder-cancer/symptoms#:~:text=Blood%20in%20the%20urine%20is,you%2Dree%2Dah).
  2. Jewell, T. (2023, January 6). Does bladder cancer always cause blood in your urine? Healthline. https://www.healthline.com/health/bladder-cancer/bladder-cancer-blood-in-urine-toilet#Does-bladder-cancer-always-show-blood-in-urine
  3. Bladder cancer – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (n.d.-b). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bladder-cancer/diagnosis-treatment/drc-20356109