السلس البولي مشكلة شائعة يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم سواء الأطفال والرجال والنساء مما يسبب لهم الكثير من الإحراج.
السلس البولي (Urinary Incontinence) هو تسرب البول بشكل غير إرادي نتيجة ضعف أو فقدان التحكم بالمثانة، ويكثر حدوثه مع التقدم في العمر وخاصةً عند النساء بعد سن اليأس.
قد يكون السلس البولي علامةً أو عرضاً للإصابة بمرض ما، ويختلف العلاج حسب سبب سلس البول وأنواعه أو حسب المشكلة التي أدت إلى ظهور السلس.
سنقدم لكم في هذا المقال تفصيلاً شاملاًعن السلس البولي وأنواعه وأحدث طرق علاجه التي ستساعدك على حل هذه المشكلة نهائياً وتجنب الإحراج!
الدكتور يمان التل أخصائي المسالك البولية والطب الجنسي في عمان الأردن
للتواصل والاستفسار: 00962790345019
محتوى المقالة
5- كيف يتم تشخيص السلس البولي؟
7- هل يمكن الوقاية من حدوث سلس البول؟
ماهو سلس البول؟
سلس البول هو عدم القدرة على التحكم في المثانة، وهي مشكلة شديدة الانتشار وغالباً ما تسبب حرجاً كبيراً للمريض.
وتتراوح حدته بين تسريب البول أثناء السعال أو العطس، وتصل إلى الشعور برغبة ملحة في التبول فجأة لدرجة أن الشخص قد لا يستطيع التحمل حتى الوصول إلى المرحاض.
أكثر ما يحدث سلس البول عند التقدم في السن إلا أنه لا يمكننا الجزم أنه نتيجة حتمية للشيخوخة.
ما هي أسباب سلس البول؟
قبل التعمق أكثر بالحديث عن سلس البول وأنواعه، لابدّ أن نشير إلى الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر حدوث السلس البولي، والتي قد تشمل:
-
زيادة الوزن.
-
الحمل.
-
ضعف عضلات قاع الحوض بعد الولادة.
-
الإصابة بمرض السكري (Diabetes).
-
سن اليأس.
-
عدوى المسالك البولية.
-
حصى الكلى.
-
تضخم البروستات الحميد (Benign Prostatic Hyperplasia).
-
ضعف عضلات المثانة، والذي يمكن أن ينتج عن الشيخوخة.
-
الإصابة بسرطان البروستات أو سرطان المثانة، والذي يمكن أن يضغط على المثانة.
-
الإصابة بأحد الأمراض العصبية مثل الخرف (Dementia) أو مرض ألزهايمر (Alzheimer’s) أو حالة جسدية قد تعيق من الوصول إلى الحمام في الوقت المحدد.
أسباب أخرى للسلس البولي:
قد تشمل الأسباب الأخرى لسلس البول ما يلي:
-
الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل الأدوية المرخية للعضلات والمهدئات والأدوية الخافضة لضغط الدم وبعض الأدوية القلبية.
-
الإمساك (Constipation).
-
التهابات المثانة المزمنة مثل التهاب المثانة الخلالي (Interstitial cystitis).
-
الإفراط في تناول الكحول أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السوائل بشكل عام يمكن أن يسبب أيضاً سلس بولي بشكل مؤقت.
ما هي أنواع سلس البول؟
وفقاً للعامل المسبب، يمكن تقسيم سلس البول وأنواعه إلى:
1- سلس البول الوظيفي (Functional Incontinence):
يحدث هذا النمط من السلس البولي عندما يتعذر الوصول للحمام في الوقت المناسب عند الحاجة للتبول بسبب وجود مشاكل تعيق الحركة، ويكثر حدوثه لدى كبار السن. يمكن أن يحدث السلس الوظيفي أيضاً نتيجة الإصابة بـ:
-
الأمراض العقلية.
-
ضعف البصر.
-
التخليط الذهني (Confusion).
-
الأمراض التي تؤثر على تنسيق الحركة، حيث قد يواجه المريض صعوبة في فك أزرار البنطال على سبيل المثال.
-
يمكن أن يؤدي الاكتئاب أو القلق إلى عدم الرغبة في استخدام الحمام مما يسبب هذا النوع من السلس البولي.
2- سلس البول الإلحاحي (Urge incontinence):
الذي ينجم عادةً عن حالة تُسمى بـ فرط نشاط المثانة (Overactive Bladder)، حيث يحدث تقلص مفاجئ انعكاسي أو لا إرادي في عضلات جدار المثانة مما يسبب رغبة ملّحة في التبول لا يمكن السيطرة عليها.
يمكن أن تنشط عضلات المثانة بشكل لا إرادي بسبب ضرر أو أذية معينة لأعصاب المثانة أو عضلاتها أو إصابة في الجهاز العصبي.
قد يتحرّض هذا النوع من السلس نتيجة عدة عوامل مثل:
-
صوت المياه الجارية.
-
تغيير مفاجئ في وضعية الجسم.
-
بعد الجماع.
3- سلس البول التوتري (Stress Incontinence):
يُعتبر السلس التوتري النمط الأكثر شيوعاً من بين جميع أنماط سلس البول وhنواعه خاصةً لدى النساء بعد الولادة أو في سن اليأس.
يتحرّض حدوث هذا النوع من السلس عندما تتعرض عضلات المثانة لضغط مفاجئ، كما يحدث عند ارتفاع الضغط في جوف البطن نتيجة:
-
رفع الأشياء الثقيلة.
-
ممارسة التمارين الرياضية الشديدة.
-
العطاس أو السعال أو الضحك.
4- سلس البول الفيضي (Overflow Incontinence):
يكثر حدوث هذا النوع من السلس البولي عند الرجال الذين يعانون من مشاكل تضخم البروستات، حيث تضغط البروستات المتضخمة على المثانة، ممّا يقلل من استيعاب المثانة للبول ويسبب تسرّب البول.
كذلك قد تضغط البروستات على الإحليل مما يعيق تفريغ المثانة بشكل تام ويسبب تسرب كميات صغيرة من البول أو يعرف بـ: تنقيط البول (Dribbling).
5- سلس البول الكلّي (Total Incontinence):
يشير مصطلح سلس البول الكّلي إلى تسرّب البول باستمرار، أو تسرّب كميات كبيرة من البول بشكل دوري. قد ينجم هذا النوع من سلس البول عن إصابات النخاع الشوكي، أو إصابات الجهاز البولي، أو وجود ناسور (فتحة غير طبيعية) بين المهبل والمثانة على سبيل المثال.
ما هي أعراض سلس البول؟
نظراً لوجود عدة أنواع من السلس البولي؛ تتفاوت أعراض هذا المرض والتي يمكننا تلخيصها على الشكل الآتي:
-
التبول اللاإرادي عند العطاس أو السعال أو الضحك أو القيام برفع شيء ثقيل.
-
الحاجة للتبول شكل متكرر ولاسيما في ساعات الليل.
-
تساقط قطرات متكرر من البول بسبب الإفراغ غير الكامل للمثانة.
كيف يتم تشخيص السلس البولي؟
من المهم أن يقوم الطبيب بتحديد نوع السلس البولي الذي تعاني منه بدقة وسوف يستطيع فعل ذلك من خلال معرفة الأعراض الموجودة لديك؛ أخذ التاريخ المرضي المفصل؛ وإجراء الفحص البدني.
وبعد ذلك، قد يطلب طبيبك غالباً ما يلي:
-
تحليل البول: الذي يتم بأخذ عينة من البول للكشف عن أية عدوى أو آثار دم أو مشكلات أخرى.
-
تسجيل أحوال المثانة: أي أن تقوم بتسجيل مقدار ما تشربه وأوقات التبول وكمية البول وشعورك بحاجة ملحة للتبول وعدد مرات سلس البول خلال عدة أيام.
-
قياس كمية البول المتبقية في المثانة بعد إفراغها: يطلب منك الطبيب التبول في حاوية تقيس كمية البول الخارجة. ثم يقوم بفحص الطبيب كمية البول المتبقية في المثانة باستخدام القسطرة أو الإيكو.
قد يعني بقاء كمية كبيرة من البول في المثانة انسداد المسالك البولية أو مشكلة أخرى في عضلات المثانة أو أعصابها.
عند الحاجة إلى مزيد من المعلومات، قد يطلب منك الطبيب إجراء مزيد من الفحوصات ، مثل فحص ديناميكا البول وفحص الحوض بالموجات فوق الصوتية خاصةً عند التفكير في التداخل الجراحي.
ما هي طرق علاج سلس البول؟
بالإضافة إلى نوع السلس البولي وسببه، يعتمد تحديد العلاج أيضاً على عمر المريض وحالته الصحيّة والحالة العقلية له. فيما يلي بعض خيارات علاج سلس البول:
1- تدريب المثانة:
يساعد تدريب المثانة في استعادة التحكم بالمثانة بشكل تدريجي، ويمكن تحقيق ذلك بتطبيق ما يلي:
-
التبول في أوقات محددة خلال اليوم، أو جدولة أوقات الذهاب إلى الحمام على سبيل المثال، التبول كل ساعتين.
-
تفريغ المثانة على دفعات، على سبيل المثال التبول ثم الانتظار لدقيقتين ثم التبول مرة أخرى.
-
محاولة تأخير التبول أي عدم الذهاب للحمام بشكل احتياطي أو عند الشعور بحاجة للتبول فوراً.
2- تقوية العضلات الداعمة للمثانة:
تفيد ممارسة تمارين كيجل (Kegel) أو تمارين قاع الحوض، على تقوية العضلة العاصرة البولية وعضلات قاع الحوض وهي العضلات التي تساعد في التحكم في التبول.
3- الأدوية:
بالإضافة إلى الاستراتيجيات العلاجية السابقة، قد يوصي الطبيب باستخدام بعض الأدوية بهدف السيطرة على سلس البول وانواعه مثل:
-
الأدوية المضادة للكولين (Anticholinergics) التي تعمل على تهدئة فرط نشاط المثانة عند المرضى الذين يعانون من سلس البول الإلحاحي.
-
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل دواء إيميبرامين (Imipramine).
-
الأستروجين الموضعي يمكن أن يكون مفيداً في تقوية الأنسجة في الإحليل والمهبل وتخفيف أعراض السلس البولي عند النساء.
4- التداخلات الطبيّة غير الجراحية:
أبرز الأمثلة على التداخلات غير الجراحية التي تستخدم في علاج سلس البول نذكر:
-
حقن البوتوكس (Botox) في عضلة المثانة ويفيد في علاج سلس البول الإلحاحي الناجم عن فرط نشاط المثانة بشكل خاص.
-
المعالجة بالترددات الراديوية (Radiofrequency Therapy): قد تفيد في تقوية الأنسجة في المسالك البولية السفلية.
-
الأجهزة الصغيرة التي يتم استخدامها في علاج سلس البول عند النساء والتي يتم إدخالها في الإحليل كي تمنع تسرب البول وإخراجها عند الذهاب للحمام.
-
تحفيز العصب العجزي (Sacral Nerve): حيث يتم زرع جهاز صغير تحت جلد الأرداف مربوط بسلك بالعصب العجزي الذي يمتد من الحبل الشوكي إلى المثانة، يُصدر الجهاز نبضات كهربائية تحفز العصب، مما يساعد في ضبط المثانة.
5- العلاج الجراحي للسلس البولي:
عادةً ما يتم اللجوء للجراحة كخيار علاجي لسلس البول في حال لم تنجح الوسائل العلاجية الأخرى في ضبط المثانة. تتضمن بعض الطرق الجراحية لعلاج سلس البول ما يلي:
-
العضلة العاصرة الاصطناعية (Artificial Sphincter): حيث يتم إدخال صمام أو مصرة صناعية للتحكم في تدفق البول من المثانة إلى الإحليل.
-
زرع شبكة تحت عنق المثانة بهدف دعم الإحليل ومنع تسرب البول.
-
التعليق المهبلي (Colposuspension) عند النساء: حيث يساعد في رفع عنق وبالتالي تخفيف سلس البول.
يجب على النساء اللواتي يخططن لإنجاب الأطفال مناقشة الخيارات الجراحية مع الطبيب قبل اتخاذ القرار.
6- خيارات إضافية لضبط سلس البول:
بغض النظر عن نوع السلس البولي قد يكون من الضروري أحياناً استخدام:
-
الضمادات الماصة قد يساعد استخدام الفوط أو الملابس الداخلية الماصة في احتواء التسريبات الصغيرة من البول.
-
القسطرة البولية: في حال كان سلس البول مستمر ويؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة، قد يقترح الطبيب استخدام القسطرة البولية وهي عبارة عن أنبوب يخرج من المثانة عبر مجرى البول ويخرج من الجسم إلى كيس يجمع البول.
هل يمكن الوقاية من حدوث سلس البول؟
قد يكون من غير الممكن الوقاية من جميع الحالات التي تؤدي إلى سلس البول، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تكون مفيدة في تقليل احتمال حدوثه، مثل:
-
التقليل من تناول السوائل خاصة الكحول ومشروبات الكافيين، وتناول نظام غذائي صحي غني بالألياف.
-
ضبط الوزن أو الحفاظ على وزن صحي.
-
ممارسة التمارين الرياضية التي تقوي عضلات الحوض.
وبهذا نكون قد أعطيناكم صورة مفصلة نوعاً ما عن سلس البول وانواعه وطرق علاجه بالإضافة إلى بعض الطرق التي يمكن أن تفيد في تقليل فرصة حدوثه.
يمكنك استشارة الدكتور يمان التل أخصائي المسالك البولية والطب الجنسي وأمراض الذكورة في مستشفى العبدلي الطابق 13
للتواصل والاستفسار: 00962790345019